ألف ألف اعتذار.. لأهل غزةالدكتور :عماد عطا البياتياخصائي طب المجتمعقضيت ليلة أمس..
أوقاتا صعبة جدا، فالفكر حائر والقلب خائف والمشاعر مرتبكة حول ما يجري وما سوف يجري من قتل وظلم واضطهاد لأهلنا في غزة. وهذه المشاعر والأحداث ليست غريبة علي فقد عشتها مرات عديدة خلال الحروب والمآسي والأهوال الكثيرة التي مرت علينا في العراق خلال الأعوام السابقة.
حاولت..
التفكير بهدوء لتحليل هذه الأفكار والعواطف والمشاعر عسى ذلك يسليني ويخفف عني.
ففكرت بما يلي:
إن أهل غزة شعب مظلوم ومضطهد منذ سبعين عاما تقريبا وهم يدافعون عن أنفسهم وأولادهم وأموالهم وأرضهم وعن مقدسات المسلمين والقدس والمسجد الأقصى، وأن من واجبي نصرتهم ومساعدتهم والتخفيف عنهم بحكم الأخوة التي بيني وبينهم في الإنسانية والقومية والدين والعقيدة. وفوق ذلك فهم يدافعون عن ديني ومقدساتي وشعائري المتمثلة في القدس والمسجد الأقصى.
ولكنني..
لا أملك لهم شيئا!، ولا أستطيع مساعدتهم!، ولا أعرف أية وسيلة لنصرتهم والتخفيف عنهم!، فماذا أفعل؟.. بدأ هذا الشعور بالعجز والتقصير يزعجني كثيرا ويضغط علي ولا أعرف ماذا أفعل!!.
يا رب..
أعني.. فأنا مرتبك مشوش حائر ومضطرب..
ثم خطر في بالي..
بأن أنصرهم بثلاثة وسائل متواضعة جدا.. ولكني للأسف لا أملك غيرها الآن وأعتقد بأنها أفضل من السكوت وتناسي الأمر.
هذه الثلاثة..
هي دعاء ونصائح واعتذار.
أولا: الدعاء
يارب احفظ أهلي في غزة، وارحمهم، ووفقهم للخير والعزة والأمن والأمان والإيمان والنور والسرور.. وكل أهلي المسلمين المظلومين.
ثانيا: النصائح..
أوصيكم يا أحبابي وأهلي في غزة بما يلي..
· أوصيكم بالتراحم والرحمة فيما بينكم وتجنب الظلم، فأنتم مظلومون ومضطهدون والله ناصر المظلوم، فلا تظلموا أنفسكم ولا يظلم بعضكم بعضا (كما حدث في الفترة الأخيرة من تهاوش وتحارش وظلم دنيوي فيما بينكم) فتفقدوا بذلك تأييد الله ونصره.
· إن سند ومدد وإمداد أعدائكم وأعدائنا هو القوى العالمية المؤثرة والسائدة في الوقت الحاضر، فإذا أردتم أسباب النصر فعليكم أن تجدوا سندا ومددا وإمدادا أقوى من سندهم. اعتقد أن عليكم أن تلتجئوا إلى كل الوسائل المتاحة بصدق وإخلاص لتحصيل تأييد الله سبحانه وتعالى والإلتجاء إلى سنده المتين العظيم ومدده وإمداده. كونوا مؤمنين بصدق وإخلاص بأنه بذلك وحده تتفوقوا على الأعداء الظالمين. وإياكم إياكم أن تطلبوا السند والعون من كافر أو ظالم أو منحرف أو مبتدع فتكونوا دمية مسخرة لأغراضه وأهدافه الدنيئة الهدامة.
· أوصيكم بدراسة سيرة الأستاذ سعيد النورسي ورسائله النورية الإيمانية وأن تعلموها لأولادكم فإنكم ستتعلمون منها لا محالة أسبابا إيماينة عالية جدا للنصر على الظلم والظالمين قد لا تخطر على بالكم الآن. قد تستغربون من هذه النصيحة لكنني متأكد بأنكم ستفهمون ما أعنيه بعد دراستها واستيعابها بعقول وقلوب متفتحة.
ثالثا: الإعتذار
ألف ألف اعتذار لكم يا أهل غزة كوني لا أملك شيئا لنصرتكم إلا هذه الثلاثة.
(ملاحظة: حاولت جهدي الاقتصاد في الكلام والاختصار الشديد المركز لكون الموقف الذي أنا وأنتم فيه لا يحتمل كثرة كلام)